حكايات

برلين عاصمة الجواسيس: كيف جمعت أمريكا المعلومات الاستخباراتية؟

على تلة في وسط برلين الغربية يقف مبنى بابراج بيضاء ضخمة تشبه كرات عملاقة . اليوم
يبدو المكان هادئا يجذب محبي الفن ولبتصوير ولكن لم يكون قديما هكذا فقد تختبئ احد اكثر
القصص تشويقا في تاريخ الحرب الباردة

على قمة تعرف باسم “تويفلسبيرغ ” او ” جبل الشيطان ” بنت وكالة الامن القومي الامريكية
احد اكبر محطات التجسس في العالم وكان الجواسيس الاكريكيون يتجسسون على الاتصالات
القادمة من برلين الشرقية والاتحاد السوفيتي في عملية سرية طالت لسنوات عديدة

الموقع كان مثاليا للتجسس فارتفاعه تجاوز 80 مترا فوق المدينة جعل الأمريكيين وحلفائهم
يتمكنون من مراقبة ما يجري في الجهة الشرقية خلف جدار برلين الي كان يفصل بين عالمين
مختلفين  شرق شيوعي والغرب الديمقراطي .

ومع مرور الوقت أصبحت اكثر محطة حيوية لجمع المعلومات وتحليل الإشارات وكما يقول
ضابط الاستخبارات الأمريكي المتقاعد وليام ماكووان :” كنا نعمل بلا توقف مهمتنا كانت التحذير من أي تحرك سوفيتي مفاجئ قد يهدد أوروبا الغربية “.

أما الطيار البريطاني السابق فرانك جونستون فيستعد حادثة لا تنسى كادت تشعل ازمة بين
الناتو وحلف وارسو عندما حاول الروس انتحال صفة موظفي برج المراقبة لاعطاء أوامر
خاطئة للطائرات الغربية يقول فرانك بابتسامة متوترة : ” اكتشفنا الخدعة في اخر لحظة …
كانت ثوان تفصلنا عن كارثة حقيقية “.

لكن بعد ان سقط جدار برلين عام 1989 توقفت أجهزة التصنت وسكتت الالات رحل
الجواسيس وبقي المكان شاهدا على صراع انتهى بشكل ظاهري ويكن ما زال حيا في الذاكرة .

و بمرور الوقت استولى الفنانون على المبنى المهجور وحولوه الى مساحة فنية مفتوحة .
الجدران التي كانت تمتلئ باسلاك وأجهزة رادار أصبحت لوحات ضخمة تنبض بالألوان تحمل
رسومات المانغا والشعارات السياسية ورسائل عن الحرية والسلام.

اليوم , يزورها السياح دون معرفة ما ان هذه الجدران كانت مركزا لاخطر عمليات التجسس
في القرن العشرين .

جبل الشيطان تغير شكله لكنه مازال يطل بصمته على برلين وكانه يراقب العالم كما فعل ذات
يوم …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى